الاثنين، 1 سبتمبر 2014

الحياة في ظلال القرآن للشيخ حسني ابوعيد *** 054 -- وأضله الله على علم




بسم الله الرحمن الرحيم
عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا وأستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية بعلمه وثقافته، ومستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
054 -- وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ
سأل أحد المشايخ الأستاذ:قال تعالى:
{ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُون } *** فما هو العلم الذي يملكه إذن ؟
قال الأستاذ: ألم تتدبر قول الله تعالى: { وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى }
وقوله تعالى{ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ }
وهذا الانسلاخ يحتاج إلى مجهود شاق لكي يتم، و كأنه يجاهد لكي ينتزع هذا الإيمان من قلبه انتزاعا.
أحد التلاميذ:هل يمكن لهذا الإنسان أن يعود بعد هذا الانسلاخ ؟
الأستاذ: هذا لا يمكن أبدا فالله يقول: { فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ } لأنه كان عريق في الإيمان له تاريخ، و ربما ينتمي إلى تيارات دينية أو جماعات إسلامية، و يتصدر لدروس العلم ويُطلبُ العلم منه ثم ينسلخ من الدين مرة واحدة
و اقرأ إن شئت قوله تعالى:
{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ }
وقوله: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا }
وقوله:{كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى}
هذه هي طبيعتهم - التردد – إيمان ثم كفر ثم إيمان ثم كفر ثم ازدادوا كفر فكان جزاءهم أن الله لا يغفر لهم أبدا ولا يهديهم سبيلا.
الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفر له
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد عبدالرحيم
الأحد 4/3/2012 الساعة 10.15
badeaezaman@yahoo.com
أشهد الله يا أستاذنا أنك أحسنت إلينا وأحسنت تربيتنا وأحسنت تعليمنا وأعانك الله علي نزع التكلف والكبر من قلوبنا فاللهم أجزه عنا خير الجزاء وأحسن له كما أحسنت إلينا به واجمعنا معه في رياض الجنة كما أحبك وحب من يحبك وحبب إليك كثيرا من خلقك   *** اللهم آمين