الخميس، 3 مايو 2012

032 -- متى أعتزل الناس


  بسم الله الرحمن الرحيم

032-- من تراث الأستاذ
عرفاناً بالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا واستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا  وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية بعلمه وثقافته، و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
032 -- متى أعتزل الناس
***
سأل أحدنا الأستاذ قائلاً: أليس إحساسنا بالضيق من شخص نتيجة معرفتنا بشخصيته، أليس هذا خلل فينا؟
فقال الأستاذ: طبعاً!!!
فإنه من الغباء الشديد أنك تعيش في مجتمع وتتعامى عن لغة هذا المجتمع، وطبائع أهله.
لذلك حينما يحدث منهم أي شيء تُصدم، وتفاجأ، و تحزن، و تبعد، إنما الداعية عنده بصيرة، فهو دائما ما يضع سماعته كالطبيب ومشخصاً لجميع العلل الموجودة في المجتمع، ويعيها تماما، فلا يوجد شيئاً يصدمه لأنه قارئ للمجتمع من حوله، وقارئ حتى نوعيات الأفراد الذي يتعامل معهم، ويعلم ماذا يدور بداخل كل واحد منهم، ومن هنا لا يوجد شيئاً يصدمه، بل أسلوبه في الدعوة مرتبط بفهمه للمجتمع، ولذلك حينما يصعد الخطيب على المنبر ليخطب في الناس يقوم بعملية مسح كاملة للناس من أمامه مسحا شاملا ومن خلال هذا المسح يعرف كيف يبدأ وماذا يقول، فمن خلال فهمه للمجتمع ومعرفته بأحواله التي يعرفها جيدا مضافا إليها و رؤيته للواقع الذي أمامه وبعدها يتحدث
ولذلك يكون الجميع في قبضة يده
إنما حينما يأتي إلىَّ شخص مصدوم من تصرفات الناس ومن أحوالهم، أنا لا ألوم الناس، إنما ألوم (خيبتك أنت) لأنك غير مستطيع أن تقرأ هؤلاء الناس مسبقا، ومتصور هؤلاء الناس بمرآتك أنت الصافية، فلا تنظر لمن حولك نظره خيالية حتى لو كان أخوك أنظر إليه نظرة واقعية فليس هو مثلك، ولذلك لا تحزنك مواقفه معك.
فقال التلميذ: حينما أنظر للناس من حولي هذه النظرة الواقعية وفهمت طبيعة شخصية هذا الإنسان وقرأته جيدا، فإذا وجد رد فعل بداخلي يريدني أن أنعزل عن هذا الشخص فهل هذا طبيعي أم هو خلل في شخصيتي؟
فقال الأستاذ: الذي يأخذ ثواب أكبر هو الذي يخالط الناس،ويصبر عليهم، وإنما أعتزل الناس حينما أكون غير قادر وعاجز وليس لي خلاص مع البشر، واتصالي بالناس سيتلفني ويدمرني نهائيا ثم إنني ليس لي ارتباط مصالح معهم واعتزالي عنهم لا يضر بمصلحة أحد وجلست وحدي معتزل الناس، وهذه درجة متدنية ومن يفترض أن الناس معه لا يلومن إلا نفسه.

الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفرله
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد عبدالرحيم
3/5/2012
badeaezaman@yahoo.com



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق