030--
من تراث الأستاذ
عرفانا
ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا واستاذنا ووالدنا ومعلمنا
ومربينا وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية بعلمه وثقافته، و مستعينا
ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
كيف
يثق الناس في الداعية
***
سأل أحد المشايخ أستاذنا قائلاً :
علمنا سابقا أن توصيل هذه العقيدة في هذه الأيام هو فرض عين على كل مسلم، وذلك
لغياب العالم المربي المجرب الحقيقي. فما هو دوري تجاه توصيل هذه العقيدة؟
فقال الأستاذ: ألم
تجلس في مسجدك يوما ويتعدى عليك أحد الأشخاص، ربما بالسب، أو يتطاول عليك بأي كيفية،
والناس يجدونك صابراً، رابط الجأش، كاظم الغيظ، ألم يتعلم الناس هذا الدرس الحركي
على يديك من خلال هذا الموقف و من خلال صبرك،وثباتك، ويقينك.
فقال أحد التلاميذ: إن
استجابة الناس حتى وهم يشاهدون هذه المواقف تكون ضعيفة.
فقال الأستاذ: إعلم
أن الناس لا يمكن أن يقتفوا أثرك، ويستمعوا إليك إلا بعدما يختبروك،
ويجربوك،ويقلبونك على كل جانب، ويفعلون كل ما في مقدورهم أن يفعلوه، وذلك لأن
الناس فقدوا الثقة في الملتزمين، وينظرون إليهم جميعا على أنهم مدعون، كاذبون،
فلابد إذن من هذا التقليب، وكأن لسان حالهم يسألك، هل أنت صادق فعلا؟ هل عندك
شيئاً يقيناً؟ ويستمرون على هذه الحالة سنين طويلة، وأنت تتحمل الأذى منهم وأنت
صابر.
أنظر متى نزلت سورة النصر، وكانت نعي رسول
الله صلى الله عليه وسلم، وجاء فيها
قوله تعالى: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ
وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا
(2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) )
نعم ( وَرَأَيْتَ
النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ) من هم
هؤلاء الناس؟ هؤلاء الناس هم الذين حاربوك، وظلموك، وقتلوا أصحابك، وعذبوهم!
إنهم يدخلون الآن في دين الله أفواجا،
الآن وبعد سنين طوال،ومن كان يدعوهم يومئذ؟إمام المرسلين!
وآية صبرك عليهم أنك لا تريد شيء ولا تظن حتى
بنفسك أن نصر هذه العقيدة سيكون على يديك.
إنما غايتي أنني أقوم بدور بسيط جداً
محدود جداً جداً، وأسأل الله من خلال هذا الدور البسيط المحدود أن يسامحني ويدخلني
الجنة ويغفر لي.
وأنا لن أعدو بشريتي، ولن أعدو كوني إنسان
يصيب ويخطئ، ويقع في الذنب كثيراً، وأواجه هذا، ولم أضلل نفسي، ولم أضلل خلق الله،
ودائماً ما أدعو الجميع، تعالوا بنا جميعا، تعالوا بنا إلى بحبوحة الرحمة، أليست
هذه هي غاية المسلم.
الإنسان إذا تقرب إلى الله بهذه الهيئة، وبهذه
الكيفية، يكون قد أدى ما عليه تجاه هذه العقيدة، أو جزء مما عليه، والله يسامح
فيما يخصه.
الشيخ
/ حسني أبوعيد
رحمه
الله وغفرله
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار
محمد عبدالرحيم
30/4/2012
badeaezaman@yahoo.com