الثلاثاء، 10 أبريل 2012

023 -- سر الرجولة


  بسم الله الرحمن الرحيم

023 -- من تراث الأستاذ
عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا واستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا  وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية بعلمه وثقافته، و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
سر الرجولة
***
يقول الشيخ القرضاوي في كتابه الشيخ الغزالي كما عرفته:
حكى لي الأخ الفاضل الدكتور مالك الشاعر – القاضي الشرعي بلبنان – مشهدا رآه بعينه من الشيخ الغزالي رفعه عنده مكانة فوق مكانته. قال: كنا في جنازة أظنها كانت لزوجة الإمام الشهيد حسن البنا، والتقى فيها الأستاذ الهضيبي والشيخ محمد الغزالي، فما راعني إلا رأيت الغزالي يحاول أن يمسك بيد الهضيبي، يريد أن يقبلها. والهضيبي يأبى، والشيخ يصر، فازددت والله إكبارا وإجلالا للغزالي على هذا التواضع العجيب، مع أنه كان في ذلك الحين ملء الأسماع والأبصار. ولكن هكذا تكون أنفس الدعاة الكبار!
سألت أستاذي: يا ترى من الممكن أن أكون على خلاف مع الشيخ أحمد مثلا، وأستطيع أن أنزع هذا الخلاف، وينتهي بهذه البساطة، وأقدم على مثل هذا العمل، وأقبل يده، كما فعل الشيخ الغزالي.
فقال أستاذي: هذا ليس مثل الخلاف بينك وبين الشيخ أحمد أو الجماعة أل........ الذين يجلسون إلى جوارك. أتعلم فرق السن بين الشيخ الغزالي و الأستاذ الهضيبي كم ؟
الشيخ الغزالي قبل يد شيخ طاعن في السن، أمضى حياته في خدمة هذا الدين، فلم يملك نفسه حين رأى الأستاذ الهضيبي إلا أن نسى كل ما كان بينهم، ولم يجد إلا مهابة الأستاذ الشيخ الكبير.
أما كونك تختصم مع واحد........... مثلك فتلك ليست بمشكلة، أنت تحاول أن تنتصر على نفسك.
فقلت: معنى ذلك أنه إذا رأيت شيء في نفسي تجاه أحد الأخوة ألا أنزعج؟
فأجاب أستاذي: أبدا لا تنزعج فهذه هي طبيعة البشر.
فقلت: ومعنى ذلك أيضا أنني حينما أقابل هذا الشخص، أكون على طبيعتي تماما، وإذا تغلبت على أي شيء في نفسي، لا يعد هذا نفاق؟
فقال أستاذي: الله أكبر!!! فإن هذا يسمى تخطي لدور المعيلة في حياتك، فأنت إذن تنتقل من دور المعيلة إلى دور الرجولة، وهل الرجولة والدين إلا الصبر الجميل و تحمل الأذى، وهل يمكن لداعية أن يستمر في الدعوة إلى الله بدون صبر، و تحمل الأذى.
وللعلم، تحمل الأذى من زملاءك في الدعوة أشد بأسا من تحمل أذى المباحث، وأعداء الدين، وصبرك عليهم أشد مرارة، وأنت مكلف بالصبر الجميل.
وهذه من الأسرار التي يجدها المؤمن الذي يحيا هذا الدين حقيقة ً، يحياها كما لو كان يتنفس.
إخواني يخطئون، ماذا يضرني ( ربنا يهديهم ويصلح حالهم ) ولا يجد مشكلة على الإطلاق
الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفرله
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد عبدالرحيم
10/4/2012
badeaezaman@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق