الجمعة، 6 أبريل 2012

024 -- الخلاف السياسي


  بسم الله الرحمن الرحيم

024-- من تراث الأستاذ
عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا واستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا  وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية بعلمه وثقافته، و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
الخلاف السياسي
***
يقول الشيخ القرضاوي في كتابه الشيخ الغزالي كما عرفته:
ولعبة الوشاية دورها، وغام الجو، والتبس الحق بالباطل، وهبت رياح الفتنة، وحدثت أحداث ما كان ينبغي لها أن تحدث في رحاب الجماعة التي قامت أساسا على الإخاء والحب. وقرت بذلك عين جمال عبدالناصر، ليضرب أبناء الدعوة الواحدة بعضهم ببعض، وهو يتفرج عليهم ضاحكا مسرورا.
وأدت هذه الفتنة إلى فصل الغزالي ونفر معه من الجماعة، وانقسام الصف، وافتراق الكلمة، وهو الأمر الذي مكن لعبد الناصر أن يبطش بالجماعة بطش من لا يخاف خالقا، ولا يرحم مخلوقا.
قلت لأستاذي: كيف يحدث ذلك بين مجموعة تلقت التربية، على يد الإمام حسن البنا ؟
ثم إنهم محبين لله، هل يستطيع أي إنسان أن يفرق بينهم بهذه السهولة، مهما أوتي من قوة ؟
قال أستاذي: إن هذا يدلك على طبيعة النفس الإنسانية، وأنها تحتاج إلى رياضة هائلة لكي تستقيم، وهيهات!!!
بل إن هذا يدلك أيضا على رحمة الله بهذه الوحلة التي تسمى الإنسان التي خلقها الله.
فالله هو الذي خلقها بهذه الكيفية لكي يسامحها.
وللعلم: الذي لا يفهم هذه الأسرار، لا يستطيع أن يفسر التاريخ وخصوصاً التاريخ الإسلامي.
قال تعالى: وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9)
الله يسمى هؤلاء المتقاتلين ( مؤمنين ) لم يقل أن طائفة منهم كافرة، والأخرى مؤمنه.
إذن وارد أن يتقاتل المؤمنين، وهذا ما حدث في موقعة الجمل مع صحابة رسول الله صلى الله علية وسلم، حيث قُتِلَ عشرات الآلاف تحت أقدام الجمل الذي كانت تركبه أم المؤمنين عائشة.
و هذا ما يجعلنا نتعرف على مدى سعة رحمة الله، وأن هذا المخلوق الإنساني معرض للضعف والنقص، وكل واحد له تفسيره السياسي.
أليس كل واحد ممن يقتتلون يتجه إلى نفس القبلة، ويؤمن بنفس الرسول، وبأن الله واحد، ويؤمنون بهذا القرآن؟
يعني إله واحد، وقبلة واحده، ورسول واحد، وقرآن واحد، أين الخلاف إذن؟
الخلاف في الفكر السياسي.
 فحينما تجد هذه الخلافات بين المسلمين لا تقل كان من المفروض أن يكون هؤلاء بلا خلاف فالله خلق الناس بهذا الاختلاف، ولم يخلقهم ملائكة.
فقلت لأستاذي: إذن لم يكن هناك خللاً في صفوف الإخوة؟
فقال الأستاذ: أبداً لم يكن هناك خلل. فهذه هي الطبيعة التي خلق الله عليها البشر
 ( ممكن نختلف - ممكن نتقاتل ) وأقربنا إلى الله أسرعنا إلى العودة والرفق والرحمة وطلب المغفرة.
وحينما أفترض عالم بدون هذا الخلاف إذن أنا أفترض المستحيل ومن هنا حينما أجد الخلافات السياسية بين الرفقاء لا أنزعج.

الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفرله
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد عبدالرحيم
6/4/2012
badeaezaman@yahoo.com

هناك تعليق واحد:

  1. تم نشر العمل رقم 24 قبل 21 و 22 لاهميته و لأنه يناسب الظروف التي تمر بها البلاد

    ردحذف