الخميس، 26 أبريل 2012

028 -- طريق الإصلاح ( العلم نور وحياة )


  بسم الله الرحمن الرحيم

028-- من تراث الأستاذ
عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا واستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا  وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية بعلمه وثقافته، و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
طريق الإصلاح
العلم نور وحياة
***
سأل أحد المشايخ أستاذنا قائلاً :يقول الله تعالى: " مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) " سورة الإسراء
فكيف نوفق بين فهمنا لهذه الآية وبين مسؤولية المسلمين نحو تبليغ هذه العقيدة لكل فرد في المجتمع بل لكل فرد في العالم؟
فقال الأستاذ: نحن لا نتحدث عن الحساب، هذا الحساب يتولانا الله فيه برحمته.
إنما كل واحد فينا يجب أن ينظر لنفسه على أنه مسئول عن إذاعة هذا الدين ونشرة على هذا الكوكب الأرضي.
كل واحد مسئول عن هذا مسئولية كاملة، فإن هذا الأمر حتى لو وجد أن هناك مجموعة من الناس يقومون به حق قيام، لوجدت هذه البقعة الإسلامية على ظهر هذه الأرض، ولكن قل لي أين هي؟
لقد أصبح اليوم توصيل هذه العقيدة فرض عين على كل مسلم ولم يصبح فرض كفاية بحال، وذلك لعدم وجود من يقوم بتوصيله حقيقة.
لقد نظرت منذ القدم فوجدت طريق الإصلاح مسدود ومغلق تماماً ! إلا على الإنسان الذي يسعى لإصلاح نفسه بصدق، وإصلاح أهله وولده، وإصلاح الفرد الذي يضعه الله في طريقة.
هذا هو الطريق الوحيد للإصلاح
وأهم شيء في هذا الطريق هو العمل بكل جد أن أُصبَغ بتلك الصبغة القرآنية، حريص على أن أعيش هذا الدين بصدق، هذا الصدق الذي يتحقق بالحياة بهذا الدين، وليس بحفظ المتون، حريص على الجوهر، غير عابئ بالمظهر.
والدليل على ذلك أن المشايخ الذين قدر الله لهم الذهاب للمدارس، وتحدثوا مع الطلبة عن إصلاح النفس بهذا الأسلوب الذي ألفناه و تعلمناه، يجدوا الطلبة جميعهم يلتفون من حولهم.
وكذلك الشاب الذي يمرض أو يفقد تلمس الطريق، حينما نجلس معه ونفهمه طبيعة النفس البشرية، وما فيها من شر، وأن هذا الشر لا يتنافى من الإيمان الكامن بداخله ونصالحه على نفسه فيستقيم.
وها نحن نجلس سويا تتنزل علينا السكينة و الرحمة، فهل الذي جمعنا كوننا أدعياء تقى، نحن نتلمس طريق المسلمين الذين علمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة وفي المدينة ويعيشون بهذه الكيفية وبتلك البساطة، لقد أحبوا ربهم، وأحبوا دينهم، وكانوا منارة علم – وليس العلم هو كم المحفوظات التي تحفظها – إنما العلم هو كم النور الذي يتفجر في قلبك، ويضيء وجهك،ويظهر في تصرفاتك، وعلى أحوالك، وأعمالك،وعلى مواقفك،
فالعلم نور وليس محفوظات، وما أفسد الدعاة أو من يتصورون أنهم دعاة، وما أفسد دعوتهم إلا أنهم اعتقدوا أن الدين هو حفظ العلم، والدين ليس كذلك، الدين هو الحياة بهذا العلم، وكيف يتحول هذا العلم لنور في قلب المؤمن، و كل واحد فينا سيُسأل عن ذلك، و خصوصا من يمتلكون لساناً عربياً.
الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفرله
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد عبدالرحيم
26/4/2012
badeaezaman@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق