الخميس، 31 مايو 2012

نداء إلى شعب مصر الطيب


نداء إلى شعب مصر الطيب
بداية نحن لا ننتمي إلى أي حزب سياسي ولا إلى أي جماعة دينيه.
أخي الكريم:
 ألست معي في أن مشكلة هذا البلد هي الفساد، ووضع إقتصاد البلد في يد أفراد لا يعنيهم مصلحة البلد ولاينتمون إلى هذا الوطن وإنما مصلحتهم الشخصية هي فوق كل إعتبار وجعلوا أكبر همنا هو رغيف الخبز وأنبوبة الغاز.
أخي الكريم:
أتقبل أن يتم إستغفالنا مرة أخرى وترضى برئيس يتعالى علينا ويكلمنا من أطراف لسانة وينظر إلينا من أعلى ويضع قدمه في وجوهنا .. ومثله الأعلى من باع البلد لأعدائنا .. ونشر المرض في أجسادنا وأجساد أبنائنا .. هل يرضيك ؟
أخي الكريم:
إن د/ محمد مرسي خاصة وحزب الحرية والعدالة  لهم أخطاء .. نعم !! وهل هناك شخص في هذه الظروف الصعبة المتوترة ممكن أن يكون بلا أخطاء؟
ألا ترى وأنت صاحب بصيره أن الإعلام مسلط عليهم ليل نهار وكأنه يديره الشيطان .. نعم يا أخي إن الإخوان ليسوا ملائكة ولكنهم أيضاً ليسوا شياطين .. إنهم أناس يجتهدون يصيبون ويخطئون .. ولكنهم يحبون الله ورسوله .. ويحبون الوطن .. ويحرصون على مصلحته .. ولكنهم لم ولن يكونوا سارقين ناهبين لأموال الشعب .
إن أخطئوا نستطيع أن نحاسبهم ولن يدفعوا بنا إلى السجون ولن يسلطوا علينا من لا يخاف ولا يرحم.
أخي الكريم: لم لا نجرب ؟
إن التجربه حياة وإن الماء المتحرك لا تنموا فيه الجراثيم والماء الراقد تتوالد فيه الديدان كذلك الحياة السياسية إن لم تتغير ينموا فيها الفساد وما أكثره في مجتمعنا .
أخي الكريم: لم لا نجرب من نستطيع التحاور معهم ؟

                                                                أبناء حسني أبوعيد
                                                                  بقلم جمال سعيد العقبة

الثلاثاء، 29 مايو 2012

نداء إلى شعب مصر الطيب


نداء إلى شعب مصر الطيب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أولاً:- نقسم بالله العظيم أننا لا ننتمي إلى أي حزب سياسي ولا إلى أي جماعة دينيه.
ثانياً:- أخي العزيز ألست معي في أن مشكلة هذا البلد هي الفساد ..  ونهب أمواله ..  ووضع إقتصاد البلد في يد أفراد ليس لهم دين ولا مله ولا إنتماء إلى وطن وإنما مصلحتهم الشخصية هي فوق كل إعتبار وجعلونا في هم من العيش لنا ولأبنائنا
ثالثاً:- أتقبل يا أخي أن يتم إستغفالنا مرة أخرى وترضى برئيس يتعالى علينا ويكلمنا من أطراف لسانة وينظر إلينا من أعلى ويضع قدمه في وجوهنا .. ومثله الأعلى من باع البلد لأعدائنا .. ونشر المرض في أجسادنا وأجساد أبنائنا .. هل يرضيك ؟
رابعاً:- أخي العزيز إن (الإخوان المسلمين) لهم أخطاء .. نعم !! وهل هناك حزب سياسي في هذه الظروف الصعبة المتوترة ممكن أن يكون بلا أخطاء؟
ألا ترى يا أخي العزيز وأنت صاحب بصيره أن الإعلام مسلط عليهم ليل نهار وكأنه يديره الشياطين .. نعم يا أخي إن الإخوان ليسوا ملائكة ولكنهم أيضاً ليسوا شياطين .. إنهم أناس يجتهدون يصيبون ويخطئون .. ولكنهم يحبون الله ورسوله .. ويحبون الوطن .. ويحرصون على مصلحته .. ولكن لن يكونوا سارقين ناهبين لأموال الشعب .
إذا أخطئوا سوف نقدر أن نحاسبهم ولن يدخلونا السجون ولن يسلطوا علينا من لا يرحمنا .
خامساً:- أخي لم لا نجرب ؟
إن التجربه حياه وإن الماء المتحرك لا تنموا فيه الجراثيم والماء الراقد تتوالد فيه الديدان كذلك الحياه السياسية إن لم تتغير ينموا فيها الفساد وما أكثره في مجتمعنا .

                                                                     أبناء حسني أبوعيد
                                                                     بقلم جمال سعيد العقبة

الثلاثاء، 8 مايو 2012

034 -- وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا


  بسم الله الرحمن الرحيم

034-- من تراث الأستاذ
عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا واستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا  وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية بعلمه وثقافته، و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
034 -- وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا
***
المؤمن الواعي يعتبر من التاريخ، وينظر ما ذا حدث للأمم من قبله؟
فيجد أنه لا يوجد أمة مهما علا كعبها، إلا وأهلكها الله ودمرها، بسبب ضلالها عن سبيل الله، وهذه سنة ماضية. (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (13) يونس   فماذا كان ظلمهم؟
إن ظلمهم هو إتباع هواهم، وتركهم لشرع السماء، وتشريعهم لأنفسهم شرع يعيشون به حياتهم، وهذا هو الكفر، فماذا فعل الله بهم؟ لقد أهلكهم جميعا، فلقد كفروا على الرغم من إرسال الله إليهم الرسل ليخبروهم أن لهذا الكون إله.
هذا الإله هو الحاكم، والمشرع، ولابد أن تعيشوا حياتكم، متبعين لشريعة الله، ومنهاج الله، الذي جاءت به رسل الله وأوحى الله به إليهم.

الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفرله
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد عبدالرحيم
9/5/2012
badeaezaman@yahoo.com

الخميس، 3 مايو 2012

032 -- متى أعتزل الناس


  بسم الله الرحمن الرحيم

032-- من تراث الأستاذ
عرفاناً بالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا واستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا  وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية بعلمه وثقافته، و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
032 -- متى أعتزل الناس
***
سأل أحدنا الأستاذ قائلاً: أليس إحساسنا بالضيق من شخص نتيجة معرفتنا بشخصيته، أليس هذا خلل فينا؟
فقال الأستاذ: طبعاً!!!
فإنه من الغباء الشديد أنك تعيش في مجتمع وتتعامى عن لغة هذا المجتمع، وطبائع أهله.
لذلك حينما يحدث منهم أي شيء تُصدم، وتفاجأ، و تحزن، و تبعد، إنما الداعية عنده بصيرة، فهو دائما ما يضع سماعته كالطبيب ومشخصاً لجميع العلل الموجودة في المجتمع، ويعيها تماما، فلا يوجد شيئاً يصدمه لأنه قارئ للمجتمع من حوله، وقارئ حتى نوعيات الأفراد الذي يتعامل معهم، ويعلم ماذا يدور بداخل كل واحد منهم، ومن هنا لا يوجد شيئاً يصدمه، بل أسلوبه في الدعوة مرتبط بفهمه للمجتمع، ولذلك حينما يصعد الخطيب على المنبر ليخطب في الناس يقوم بعملية مسح كاملة للناس من أمامه مسحا شاملا ومن خلال هذا المسح يعرف كيف يبدأ وماذا يقول، فمن خلال فهمه للمجتمع ومعرفته بأحواله التي يعرفها جيدا مضافا إليها و رؤيته للواقع الذي أمامه وبعدها يتحدث
ولذلك يكون الجميع في قبضة يده
إنما حينما يأتي إلىَّ شخص مصدوم من تصرفات الناس ومن أحوالهم، أنا لا ألوم الناس، إنما ألوم (خيبتك أنت) لأنك غير مستطيع أن تقرأ هؤلاء الناس مسبقا، ومتصور هؤلاء الناس بمرآتك أنت الصافية، فلا تنظر لمن حولك نظره خيالية حتى لو كان أخوك أنظر إليه نظرة واقعية فليس هو مثلك، ولذلك لا تحزنك مواقفه معك.
فقال التلميذ: حينما أنظر للناس من حولي هذه النظرة الواقعية وفهمت طبيعة شخصية هذا الإنسان وقرأته جيدا، فإذا وجد رد فعل بداخلي يريدني أن أنعزل عن هذا الشخص فهل هذا طبيعي أم هو خلل في شخصيتي؟
فقال الأستاذ: الذي يأخذ ثواب أكبر هو الذي يخالط الناس،ويصبر عليهم، وإنما أعتزل الناس حينما أكون غير قادر وعاجز وليس لي خلاص مع البشر، واتصالي بالناس سيتلفني ويدمرني نهائيا ثم إنني ليس لي ارتباط مصالح معهم واعتزالي عنهم لا يضر بمصلحة أحد وجلست وحدي معتزل الناس، وهذه درجة متدنية ومن يفترض أن الناس معه لا يلومن إلا نفسه.

الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفرله
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد عبدالرحيم
3/5/2012
badeaezaman@yahoo.com



الثلاثاء، 1 مايو 2012

031 -- كيف تنشر دين الله


  بسم الله الرحمن الرحيم

031-- من تراث الأستاذ
عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا واستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا  وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية بعلمه وثقافته، و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
031 -- كيف تنشر دين الله
***
لقد أصبحنا تحت أقدام الأمم، تحت نعال الشعوب، ونحن أمة القرآن!!!
نملك العزة كلها، والفخار كله، والسؤدد كله – أتوضأ وأقول الله أكبر، واقف بين يدي الله، أتلوا كلام الله – فرطنا في هذه العزة، فرطنا في هذا كله. فأين النجاة؟
يكفي أن تحقق في نفسك السلام، ذلك السلام المستمد من توحيدك لله وخضوعك لله، ويكفي أن تعرف نفسك، وتعرف قيمتك الحقيقية، تعرف حقيقتك، تعرف أنك مهما عملت مذنب عاصي، وواقف على باب رحمة الله.
من يفعل ذلك فهو ينشر دين الله، سواء سكت أم تحدث، ومن لم يفعل ذلك، مهما تحدث و ملأ الأرض بالعلم فلم يقل شيئاً، هي ظلمات بعضها فوق بعض، وما أكثر من ينتسب إلى العلم والدعوة فهم الآن ملء الأرض، ولكن أين الثمرة، هو كمن يراوح بين قدميه ولا يتحرك من مكانه.
الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفرله
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد عبدالرحيم
2/5/2012
badeaezaman@yahoo.com

الاثنين، 30 أبريل 2012

030 -- كيف يثق الناس في الداعية


  بسم الله الرحمن الرحيم

030-- من تراث الأستاذ
عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا واستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا  وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية بعلمه وثقافته، و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
كيف يثق الناس في الداعية
***
سأل أحد المشايخ أستاذنا قائلاً : علمنا سابقا أن توصيل هذه العقيدة في هذه الأيام هو فرض عين على كل مسلم، وذلك لغياب العالم المربي المجرب الحقيقي. فما هو دوري تجاه توصيل هذه العقيدة؟
فقال الأستاذ: ألم تجلس في مسجدك يوما ويتعدى عليك أحد الأشخاص، ربما بالسب، أو يتطاول عليك بأي كيفية، والناس يجدونك صابراً، رابط الجأش، كاظم الغيظ، ألم يتعلم الناس هذا الدرس الحركي على يديك من خلال هذا الموقف و من خلال صبرك،وثباتك، ويقينك.
فقال أحد التلاميذ: إن استجابة الناس حتى وهم يشاهدون هذه المواقف تكون ضعيفة.
فقال الأستاذ: إعلم أن الناس لا يمكن أن يقتفوا أثرك، ويستمعوا إليك إلا بعدما يختبروك، ويجربوك،ويقلبونك على كل جانب، ويفعلون كل ما في مقدورهم أن يفعلوه، وذلك لأن الناس فقدوا الثقة في الملتزمين، وينظرون إليهم جميعا على أنهم مدعون، كاذبون، فلابد إذن من هذا التقليب، وكأن لسان حالهم يسألك، هل أنت صادق فعلا؟ هل عندك شيئاً يقيناً؟ ويستمرون على هذه الحالة سنين طويلة، وأنت تتحمل الأذى منهم وأنت صابر.
أنظر متى نزلت سورة النصر، وكانت نعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء فيها
قوله تعالى: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) )
نعم ( وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ) من هم هؤلاء الناس؟ هؤلاء الناس هم الذين حاربوك، وظلموك، وقتلوا أصحابك، وعذبوهم!
إنهم يدخلون الآن في دين الله أفواجا، الآن وبعد سنين طوال،ومن كان يدعوهم يومئذ؟إمام المرسلين!
 وآية صبرك عليهم أنك لا تريد شيء ولا تظن حتى بنفسك أن نصر هذه العقيدة سيكون على يديك.
إنما غايتي أنني أقوم بدور بسيط جداً محدود جداً جداً، وأسأل الله من خلال هذا الدور البسيط المحدود أن يسامحني ويدخلني الجنة ويغفر لي.
وأنا لن أعدو بشريتي، ولن أعدو كوني إنسان يصيب ويخطئ، ويقع في الذنب كثيراً، وأواجه هذا، ولم أضلل نفسي، ولم أضلل خلق الله، ودائماً ما أدعو الجميع، تعالوا بنا جميعا، تعالوا بنا إلى بحبوحة الرحمة، أليست هذه هي غاية المسلم.
الإنسان إذا تقرب إلى الله بهذه الهيئة، وبهذه الكيفية، يكون قد أدى ما عليه تجاه هذه العقيدة، أو جزء مما عليه، والله يسامح فيما يخصه.
الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفرله
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد عبدالرحيم
30/4/2012
badeaezaman@yahoo.com

الخميس، 26 أبريل 2012

028 -- طريق الإصلاح ( العلم نور وحياة )


  بسم الله الرحمن الرحيم

028-- من تراث الأستاذ
عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا واستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا  وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية بعلمه وثقافته، و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
طريق الإصلاح
العلم نور وحياة
***
سأل أحد المشايخ أستاذنا قائلاً :يقول الله تعالى: " مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) " سورة الإسراء
فكيف نوفق بين فهمنا لهذه الآية وبين مسؤولية المسلمين نحو تبليغ هذه العقيدة لكل فرد في المجتمع بل لكل فرد في العالم؟
فقال الأستاذ: نحن لا نتحدث عن الحساب، هذا الحساب يتولانا الله فيه برحمته.
إنما كل واحد فينا يجب أن ينظر لنفسه على أنه مسئول عن إذاعة هذا الدين ونشرة على هذا الكوكب الأرضي.
كل واحد مسئول عن هذا مسئولية كاملة، فإن هذا الأمر حتى لو وجد أن هناك مجموعة من الناس يقومون به حق قيام، لوجدت هذه البقعة الإسلامية على ظهر هذه الأرض، ولكن قل لي أين هي؟
لقد أصبح اليوم توصيل هذه العقيدة فرض عين على كل مسلم ولم يصبح فرض كفاية بحال، وذلك لعدم وجود من يقوم بتوصيله حقيقة.
لقد نظرت منذ القدم فوجدت طريق الإصلاح مسدود ومغلق تماماً ! إلا على الإنسان الذي يسعى لإصلاح نفسه بصدق، وإصلاح أهله وولده، وإصلاح الفرد الذي يضعه الله في طريقة.
هذا هو الطريق الوحيد للإصلاح
وأهم شيء في هذا الطريق هو العمل بكل جد أن أُصبَغ بتلك الصبغة القرآنية، حريص على أن أعيش هذا الدين بصدق، هذا الصدق الذي يتحقق بالحياة بهذا الدين، وليس بحفظ المتون، حريص على الجوهر، غير عابئ بالمظهر.
والدليل على ذلك أن المشايخ الذين قدر الله لهم الذهاب للمدارس، وتحدثوا مع الطلبة عن إصلاح النفس بهذا الأسلوب الذي ألفناه و تعلمناه، يجدوا الطلبة جميعهم يلتفون من حولهم.
وكذلك الشاب الذي يمرض أو يفقد تلمس الطريق، حينما نجلس معه ونفهمه طبيعة النفس البشرية، وما فيها من شر، وأن هذا الشر لا يتنافى من الإيمان الكامن بداخله ونصالحه على نفسه فيستقيم.
وها نحن نجلس سويا تتنزل علينا السكينة و الرحمة، فهل الذي جمعنا كوننا أدعياء تقى، نحن نتلمس طريق المسلمين الذين علمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة وفي المدينة ويعيشون بهذه الكيفية وبتلك البساطة، لقد أحبوا ربهم، وأحبوا دينهم، وكانوا منارة علم – وليس العلم هو كم المحفوظات التي تحفظها – إنما العلم هو كم النور الذي يتفجر في قلبك، ويضيء وجهك،ويظهر في تصرفاتك، وعلى أحوالك، وأعمالك،وعلى مواقفك،
فالعلم نور وليس محفوظات، وما أفسد الدعاة أو من يتصورون أنهم دعاة، وما أفسد دعوتهم إلا أنهم اعتقدوا أن الدين هو حفظ العلم، والدين ليس كذلك، الدين هو الحياة بهذا العلم، وكيف يتحول هذا العلم لنور في قلب المؤمن، و كل واحد فينا سيُسأل عن ذلك، و خصوصا من يمتلكون لساناً عربياً.
الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفرله
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد عبدالرحيم
26/4/2012
badeaezaman@yahoo.com

السبت، 21 أبريل 2012

028 -- لقد تركوا كل شيء


  بسم الله الرحمن الرحيم

028-- من تراث الأستاذ
عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا واستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا  وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية بعلمه وثقافته، و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
لقد تركوا كل شيء
***
الأطفال منذ الصغر في المجتمع المسلم يستمعون إلى القرآن، ويفهموه، ويتعلموه، ويحفظوه منذ الصغر. غير الأطفال في الغرب ( انجلترا – أوروبا – أمريكا – شرق أسيا ).
نزل القرآن بلسان عربي، لكي يقيمه أهل هذه اللغة في حياتهم، وحينما يقام في حياتهم، ويرى الناس بقعة من الأرض فيها الحضارة الإسلامية، والحياة الإسلامية، والإنتاج الإسلامي، والفن الإسلامي، والتكافل الاجتماعي الإسلامي، وكل الأمور المتعلقة بالإسلام، وأخلاقيات الإسلام، وتعاون أهل الإسلام مع بعضهم البعض.
هنا فقط سيعيدون النظر في تفكيرهم، ويريدون جميعا أن يعتنقوا هذا الإسلام، الذي هذه صفاته، وهؤلاء هم أهله، أهله الذين تقدموا في هذه الحياة بسبب هذه العقيدة.
ولكن !!!
لننظر سويا ماذا حدث ؟
لقد تركنا هذه العقيدة. إن الناظر مجرد نظرة سطحية للمجتمعات الإسلامية في هذه المنطقة يجد أن هؤلاء المجتمعات لا علاقة لهم بهذا الدين. لقد أهملوه! وبدلا من أن يعيشون به عاشوا بالقيم والثقافات الأجنبية وأصبح قادتهم ومفكريهم وأهل إعلامهم هم أتباع ثقافات أخرى غير الثقافة الإسلامية، وأصبحت المجتمعات كلها على ظهر الأرض تنظر إلى الدين الإسلامي من خلال المسلمين، فيقولون لن نرضى بدين هؤلاء هم أهله ولن نرضى لنفسنا أن نحمل ونجرجر أذيال هذه الخيبة، ثم أن هذه المجتمعات يكفرون كفرا بواحا فحينما تنظر إليهم وإلى تقاليدهم، وعاداتهم ترى أناس اتبعوا هواهم بالكامل وتركوا كل تعاليم السماء حتى تعاليم العقيدة التي يعتقدونها، فليس عندهم الآن زواج – لقد أصبح الزواج مرتبط بالتخلف الحضاري – فماذا تعني ورقة تجمع بين أثنين إن ما يجمع بيننا هو الحب، والعشرة والتفاهم المشترك. لقد تركوا كل شيء!!!

الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفرله
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد عبدالرحيم
21/4/2012
badeaezaman@yahoo.com

الجمعة، 13 أبريل 2012

026 -- وصية الإمام الشهيد


  بسم الله الرحمن الرحيم

026-- من تراث الأستاذ
عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا واستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا  وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية بعلمه وثقافته، و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
وصية الإمام الشهيد
***
يقول الشيخ القرضاوي في كتابه الشيخ الغزالي كما عرفته:
 يقول الدكتور القرضاوي عن الإخوان وقد نجح جمال عبدالناصر في التفريق بينهم:
( ونسوا وصية إمامهم حسن البنا، الذي حذرهم من مغبة الفرقة، حين قال لهم يوما: والله ما أخشى الإنجليز ولا الأمريكان ولا غيرهم من القوى المعادية في الخارج والداخل، ولكن أخشى عليكم أمرين: أن تعصوا الله فيتخلى عنكم، أو تتفرقوا فلا تتجمعوا إلا بعد فوات الفرصة! )
سألت أستاذي:هل هذا هو ما يحدث اليوم؟
فقال الأستاذ: طبعاً !!!
فقلت: هل المعصية هي التي جعلت الله يتخلى عنهم ؟ وإنه لأمر عظيم ومخيف!!! فهل من الممكن أن يتخلى الله عن محبيه، والسائرين في طريقه؟
فقال أستاذنا: لا.
فقلت لأستاذي: فكيف نفهم إذن كلام الإمام الشهيد في هذه الوصية (أن تعصوا الله فيتخلى عنكم، أو تتفرقوا فلا تتجمعوا إلا بعد فوات الفرصة! ) في ضوء الأحداث الجارية؟
فقال أستاذي: لقد قلنا من قبل أن من طباع النفس الإنسانية ( الشهوات، وحب الدنيا، والخلافات ) هذه هي طبيعة النفس الإنسانية.
فإذا لم توجد فئة تستطيع أن تحكم نفسها حقيقة لا تُمَكَّن في الأرض، الله يُمَكِّن في الأرض الفئة التي انتصرت على نفسها، وحققت كمال العبودية لله، ثم أخذت بأسباب النصر، بل إن هذه الفئة مع إخلاصها لله ممكن أن تفقد كل أسباب النصر (حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّه) وهنا تتحقق الآية (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ).
فوجود فئة مؤمنة، فيها من عدم تحقيق كمال العبودية لله وهم يقودون المجتمع الإسلامي – والمجتمع الإسلامي في أرذل حالات الإنحطات – هل تعتقد أن الله مع هؤلاء.
الله لم يكن مع بني إسرائيل، وكان يقودهم موسى عليه السلام، ولم يُمَكَّنوا من دخول بيت المقدس.
فلماذا لم يُمَكِّنهم الله؟ وجعلهم يتيهون في سيناء أربعين سنة!!! ذلك لكي تتحقق كمال العبودية لله.
فالأمور إلى حد ما بدأت تتضح، وبدأ يظهر نور الإسلام الوسطي، ودائما ما نسمع اليوم عن الوسطية، وقد بدأت تعلو، وهذا هو المطلوب، والله لم يتخلى عن من هذه صفاته:
( تحقيق كمال العبودية لله – والانتصار على النفس ) إنما يتخلى عن من لم يهتم بهذه الصفات ويعتبرون أنفسهم قادة.
إن هذه الصفات ( الشهوات، وحب الدنيا، والخلافات ) حتى لو كانت في عموم الشعب، وبسطاء المؤمنين لغفرها الله لهم، ولكنها في القادة، فهل ينفع قادة من هذه النوعية، ويقودوا أمة !!!
الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفرله
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد عبدالرحيم
14/4/2012
badeaezaman@yahoo.com

الأربعاء، 11 أبريل 2012

024 -- الخلاف السياسي


  بسم الله الرحمن الرحيم

024-- من تراث الأستاذ
عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا واستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا  وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية بعلمه وثقافته، و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
الخلاف السياسي
***
يقول الشيخ القرضاوي في كتابه الشيخ الغزالي كما عرفته:
ولعبة الوشاية دورها، وغام الجو، والتبس الحق بالباطل، وهبت رياح الفتنة، وحدثت أحداث ما كان ينبغي لها أن تحدث في رحاب الجماعة التي قامت أساسا على الإخاء والحب. وقرت بذلك عين جمال عبدالناصر، ليضرب أبناء الدعوة الواحدة بعضهم ببعض، وهو يتفرج عليهم ضاحكا مسرورا.
وأدت هذه الفتنة إلى فصل الغزالي ونفر معه من الجماعة، وانقسام الصف، وافتراق الكلمة، وهو الأمر الذي مكن لعبد الناصر أن يبطش بالجماعة بطش من لا يخاف خالقا، ولا يرحم مخلوقا.
قلت لأستاذي: كيف يحدث ذلك بين مجموعة تلقت التربية، على يد الإمام حسن البنا ؟
ثم إنهم محبين لله، هل يستطيع أي إنسان أن يفرق بينهم بهذه السهولة، مهما أوتي من قوة ؟
قال أستاذي: إن هذا يدلك على طبيعة النفس الإنسانية، وأنها تحتاج إلى رياضة هائلة لكي تستقيم، وهيهات!!!
بل إن هذا يدلك أيضا على رحمة الله بهذه الوحلة التي تسمى الإنسان التي خلقها الله.
فالله هو الذي خلقها بهذه الكيفية لكي يسامحها.
وللعلم: الذي لا يفهم هذه الأسرار، لا يستطيع أن يفسر التاريخ وخصوصاً التاريخ الإسلامي.
قال تعالى: وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9)
الله يسمى هؤلاء المتقاتلين ( مؤمنين ) لم يقل أن طائفة منهم كافرة، والأخرى مؤمنه.
إذن وارد أن يتقاتل المؤمنين، وهذا ما حدث في موقعة الجمل مع صحابة رسول الله صلى الله علية وسلم، حيث قُتِلَ عشرات الآلاف تحت أقدام الجمل الذي كانت تركبه أم المؤمنين عائشة.
و هذا ما يجعلنا نتعرف على مدى سعة رحمة الله، وأن هذا المخلوق الإنساني معرض للضعف والنقص، وكل واحد له تفسيره السياسي.
أليس كل واحد ممن يقتتلون يتجه إلى نفس القبلة، ويؤمن بنفس الرسول، وبأن الله واحد، ويؤمنون بهذا القرآن؟
يعني إله واحد، وقبلة واحده، ورسول واحد، وقرآن واحد، أين الخلاف إذن؟
الخلاف في الفكر السياسي.
 فحينما تجد هذه الخلافات بين المسلمين لا تقل كان من المفروض أن يكون هؤلاء بلا خلاف فالله خلق الناس بهذا الاختلاف، ولم يخلقهم ملائكة.
فقلت لأستاذي: إذن لم يكن هناك خللاً في صفوف الإخوة؟
فقال الأستاذ: أبداً لم يكن هناك خلل. فهذه هي الطبيعة التي خلق الله عليها البشر
 ( ممكن نختلف - ممكن نتقاتل ) وأقربنا إلى الله أسرعنا إلى العودة والرفق والرحمة وطلب المغفرة.
وحينما أفترض عالم بدون هذا الخلاف إذن أنا أفترض المستحيل ومن هنا حينما أجد الخلافات السياسية بين الرفقاء لا أنزعج.

الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفرله
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد عبدالرحيم
6/4/2012
badeaezaman@yahoo.com

الثلاثاء، 10 أبريل 2012

023 -- سر الرجولة


  بسم الله الرحمن الرحيم

023 -- من تراث الأستاذ
عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا واستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا  وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية بعلمه وثقافته، و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
سر الرجولة
***
يقول الشيخ القرضاوي في كتابه الشيخ الغزالي كما عرفته:
حكى لي الأخ الفاضل الدكتور مالك الشاعر – القاضي الشرعي بلبنان – مشهدا رآه بعينه من الشيخ الغزالي رفعه عنده مكانة فوق مكانته. قال: كنا في جنازة أظنها كانت لزوجة الإمام الشهيد حسن البنا، والتقى فيها الأستاذ الهضيبي والشيخ محمد الغزالي، فما راعني إلا رأيت الغزالي يحاول أن يمسك بيد الهضيبي، يريد أن يقبلها. والهضيبي يأبى، والشيخ يصر، فازددت والله إكبارا وإجلالا للغزالي على هذا التواضع العجيب، مع أنه كان في ذلك الحين ملء الأسماع والأبصار. ولكن هكذا تكون أنفس الدعاة الكبار!
سألت أستاذي: يا ترى من الممكن أن أكون على خلاف مع الشيخ أحمد مثلا، وأستطيع أن أنزع هذا الخلاف، وينتهي بهذه البساطة، وأقدم على مثل هذا العمل، وأقبل يده، كما فعل الشيخ الغزالي.
فقال أستاذي: هذا ليس مثل الخلاف بينك وبين الشيخ أحمد أو الجماعة أل........ الذين يجلسون إلى جوارك. أتعلم فرق السن بين الشيخ الغزالي و الأستاذ الهضيبي كم ؟
الشيخ الغزالي قبل يد شيخ طاعن في السن، أمضى حياته في خدمة هذا الدين، فلم يملك نفسه حين رأى الأستاذ الهضيبي إلا أن نسى كل ما كان بينهم، ولم يجد إلا مهابة الأستاذ الشيخ الكبير.
أما كونك تختصم مع واحد........... مثلك فتلك ليست بمشكلة، أنت تحاول أن تنتصر على نفسك.
فقلت: معنى ذلك أنه إذا رأيت شيء في نفسي تجاه أحد الأخوة ألا أنزعج؟
فأجاب أستاذي: أبدا لا تنزعج فهذه هي طبيعة البشر.
فقلت: ومعنى ذلك أيضا أنني حينما أقابل هذا الشخص، أكون على طبيعتي تماما، وإذا تغلبت على أي شيء في نفسي، لا يعد هذا نفاق؟
فقال أستاذي: الله أكبر!!! فإن هذا يسمى تخطي لدور المعيلة في حياتك، فأنت إذن تنتقل من دور المعيلة إلى دور الرجولة، وهل الرجولة والدين إلا الصبر الجميل و تحمل الأذى، وهل يمكن لداعية أن يستمر في الدعوة إلى الله بدون صبر، و تحمل الأذى.
وللعلم، تحمل الأذى من زملاءك في الدعوة أشد بأسا من تحمل أذى المباحث، وأعداء الدين، وصبرك عليهم أشد مرارة، وأنت مكلف بالصبر الجميل.
وهذه من الأسرار التي يجدها المؤمن الذي يحيا هذا الدين حقيقة ً، يحياها كما لو كان يتنفس.
إخواني يخطئون، ماذا يضرني ( ربنا يهديهم ويصلح حالهم ) ولا يجد مشكلة على الإطلاق
الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفرله
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد عبدالرحيم
10/4/2012
badeaezaman@yahoo.com

022 -- ولكنه القرءان!


  بسم الله الرحمن الرحيم

022-- من تراث الأستاذ
عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا واستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا  وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية بعلمه وثقافته، و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
ولكنه القرءان!
***
قلت لشيخي وأستاذي ومعلمي يوماً: كنت قد سألتك عن وصف الشيخ  الغزالي لحسن البنا، أنه كان مدمناً لتلاوة القرآن، فقلت لي يومئذ: إنها خاصية لحسن البنا وليست مكتسبه، فما زلت منزعجاً من هذه الإجابة حتى هذه اللحظة.
فقال لي:القرآن يناديك من داخل صدرك وقلبك.
فهناك شخص يتمنى أن يكون شيئا فيضغط على نفسه ويُكره نفسه على أن يصل إلى هذا الشيء.
وهناك شخص آخر هذا الشيء يكون موجود بداخله يدفعه دفعاً.
فحينما يخرج الدافع من داخلك تكون كالشاعر المطبوع – كأحمد شوقي، حافظ إبراهيم – لا يفكر لكي يكتب شعر بل ينساب منه الشعر في سلاسة ويسر.
و هناك شخص آخر يريد أن يكون شاعر، تجده يجهد نفسه في القراءة وحفظ الدواوين، وحينما يكتب قصيده يبذل مجهوداً وكأنه ينحت في الصخر، فيصنع المشاعر صنعاً.
فهذه الأمور يجدها الإنسان بداخله، فهي عبارة عن أشواق تناديه، و تدعوه.
والذي لم يجدها، فلابد أن بداخله أشواق أخرى، لأنه لا يوجد إنسان حُرم نعمة الله، فانظر أين موقعك، أنظر وأبحث لترى في أي جانب صَخَّرك الله، وليس من الضروري أن تكون الإمام حسن البنا، من الممكن أن تكون أفضل منه في مجال أخر.
ولكنه القرءان!
هذا القرآن دَفعة من داخل الإنسان تأمره بالكامل وهو الذي يسعى له سعي لا يملك أن يرده في نفسه,
ولا يجد لنفسه حياة وحقيقة إلا في القرآن، رغم ما يتعرض إليه كإنسان من ضعف، وملل و....... ولكنه يطوف أحياناً حول الآثام ثم سرعان ما يرجع مرة أخرى. فما هو خوفك إذاً !؟
فقلت لشيخي: ذلك لأن علاقتي بالقرآن قراءة وحفظاً مازالت في المهد، وهي عليَّ شاقه.
فقال أستاذي: سوف تجد لك علاقات أخرى، فلا تضغط على نفسك في هذه الجزئية لأنك سوف تفشل ولكن أنظر في أي جانب اصطفاك الله وسوف تجده، ( ثم إنه مالا يُدرك كله لا يُترك كله )    

الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفرله
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد عبدالرحيم
8/4/2012
badeaezaman@yahoo.com

الجمعة، 6 أبريل 2012

024 -- الخلاف السياسي


  بسم الله الرحمن الرحيم

024-- من تراث الأستاذ
عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا واستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا  وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية بعلمه وثقافته، و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
الخلاف السياسي
***
يقول الشيخ القرضاوي في كتابه الشيخ الغزالي كما عرفته:
ولعبة الوشاية دورها، وغام الجو، والتبس الحق بالباطل، وهبت رياح الفتنة، وحدثت أحداث ما كان ينبغي لها أن تحدث في رحاب الجماعة التي قامت أساسا على الإخاء والحب. وقرت بذلك عين جمال عبدالناصر، ليضرب أبناء الدعوة الواحدة بعضهم ببعض، وهو يتفرج عليهم ضاحكا مسرورا.
وأدت هذه الفتنة إلى فصل الغزالي ونفر معه من الجماعة، وانقسام الصف، وافتراق الكلمة، وهو الأمر الذي مكن لعبد الناصر أن يبطش بالجماعة بطش من لا يخاف خالقا، ولا يرحم مخلوقا.
قلت لأستاذي: كيف يحدث ذلك بين مجموعة تلقت التربية، على يد الإمام حسن البنا ؟
ثم إنهم محبين لله، هل يستطيع أي إنسان أن يفرق بينهم بهذه السهولة، مهما أوتي من قوة ؟
قال أستاذي: إن هذا يدلك على طبيعة النفس الإنسانية، وأنها تحتاج إلى رياضة هائلة لكي تستقيم، وهيهات!!!
بل إن هذا يدلك أيضا على رحمة الله بهذه الوحلة التي تسمى الإنسان التي خلقها الله.
فالله هو الذي خلقها بهذه الكيفية لكي يسامحها.
وللعلم: الذي لا يفهم هذه الأسرار، لا يستطيع أن يفسر التاريخ وخصوصاً التاريخ الإسلامي.
قال تعالى: وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9)
الله يسمى هؤلاء المتقاتلين ( مؤمنين ) لم يقل أن طائفة منهم كافرة، والأخرى مؤمنه.
إذن وارد أن يتقاتل المؤمنين، وهذا ما حدث في موقعة الجمل مع صحابة رسول الله صلى الله علية وسلم، حيث قُتِلَ عشرات الآلاف تحت أقدام الجمل الذي كانت تركبه أم المؤمنين عائشة.
و هذا ما يجعلنا نتعرف على مدى سعة رحمة الله، وأن هذا المخلوق الإنساني معرض للضعف والنقص، وكل واحد له تفسيره السياسي.
أليس كل واحد ممن يقتتلون يتجه إلى نفس القبلة، ويؤمن بنفس الرسول، وبأن الله واحد، ويؤمنون بهذا القرآن؟
يعني إله واحد، وقبلة واحده، ورسول واحد، وقرآن واحد، أين الخلاف إذن؟
الخلاف في الفكر السياسي.
 فحينما تجد هذه الخلافات بين المسلمين لا تقل كان من المفروض أن يكون هؤلاء بلا خلاف فالله خلق الناس بهذا الاختلاف، ولم يخلقهم ملائكة.
فقلت لأستاذي: إذن لم يكن هناك خللاً في صفوف الإخوة؟
فقال الأستاذ: أبداً لم يكن هناك خلل. فهذه هي الطبيعة التي خلق الله عليها البشر
 ( ممكن نختلف - ممكن نتقاتل ) وأقربنا إلى الله أسرعنا إلى العودة والرفق والرحمة وطلب المغفرة.
وحينما أفترض عالم بدون هذا الخلاف إذن أنا أفترض المستحيل ومن هنا حينما أجد الخلافات السياسية بين الرفقاء لا أنزعج.

الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفرله
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد عبدالرحيم
6/4/2012
badeaezaman@yahoo.com

الثلاثاء، 3 أبريل 2012

021 -- العلم الحقيقي


  بسم الله الرحمن الرحيم

021-- من تراث الأستاذ
عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا واستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا  وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية بعلمه وثقافته، و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
العلم الحقيقي
***
يقول الشيخ القرضاوي في كتابه الشيخ الغزالي كما عرفته:
وما زلت أذكر تلك اللحظة التي هاج فيها ركاب الباخرة لسبب ما، وحدث شيء من الهرج و المرج، وكاد يفلت الزمام، فإذا شاب قصير القامة، مشرق الوجه، يلبس ثوبا أبيض، حاسر الرأس، يتوقد ذكاء وحيوية، يخاطب الركاب في حزم: أيها الإخوة، يجب أن نضبط أنفسنا، حتى نصل إلى مستقرنا الجديد، في أرض انطلقت منها شرارة الوحي المقدس، لتحرر أمة مستعبدة، من طغيان المتألهين في الأرض ............
وقد لاحظت أنه حين بدأ الكلام، صمت الجميع كأن على رؤوسهم الطير، ولم يكد يتم كلمته الموجزة، حتى ساد الهدوء وسار المركب في أمان، وكأن شيئا لم يكن.
قلت لبعض الإخوة من أهل القاهرة: من هذا المتكلم؟ قالوا: ألا تعرفه ؟ إنه الشيخ محمد الغزالي!
سألت شيخي: أين هذه الشخصية التي تؤثر في المجتمع، والمجتمع يستجيب لها ؟
وأين العلة في عدم وجودها أعجزت أرحام الأمهات على إنجاب مثل الشيخ الغزالي أو أن المجتمع هو الذي تغير ولم يعد يوقر عالم ولا يستجيب لحكيم؟
فقال أستاذي: العلم علمان، علم نظري يهدف إلى صنع تماثيل من الرخام لا حياة فيها ولا نبض ولا شعور وهناك بعض الفئات من الدعاة متخصصين في هذا الفن، فن الكلام الجاف البارد، وهناك نوعية من البشر عندهم قابلية لهذا.
ولأن العلم الحقيقي هو نفوز النور إلى القلب وتفاعل القلب به فتتغير شخصية الإنسان نفسه، ويتغير سلوكه، فالعلم توغل إلى قلبه فتغيرت حياته كلها بذلك النور الذي شع بداخله. هناك نوعية من البشر ليس عندهم المقدرة على هذا وعلى أن تُحدث هذا التغيير، على الإطلاق!
فهو قالب جامد كل ما يستطيع أن يفعله لنفسه هو أن يرتدي قميص ويوفر لحية، يهتم بالشكليات و المظاهر، ويحرص عليها.
إذن هناك نوعين من العلم. العلم الشريف وهو النور الذي في القلب. و العلم المظهري.
وأصحاب العلم المظهري لا يطيقون أصحاب العلم الشريف النوراني.
والشيخ رحمه الله كان من أصحاب هذا العلم النوراني. الذي له مقدرة على السيطرة على البشر ما عدا الفئات الرخامية.
فقلت لشيخي: اليوم ربما نرى كبار الرموز في بعض الجماعات الملتزمة لا يستطيعون السيطرة على حشد ربما أقل من حشد هذه الباخرة؟
قال شيخي: كان حسن البنا بجلالة قدره وحسن منطقه وقوة تأثيره على الحشود لا يستطيع أحيانا أن يسيطر على الإخوان، ووجد من تكبر على الإمام وخالفه، وانشق عنه. بل إن الرسل أنفسهم وجد من خالفهم وانشق عنهم.
قلت لأستاذي: فهل هذه السيطرة ميزة انفرد بها الشيخ الغزالي؟
فقال الشيخ: هي ميزه مؤقتة في موقف معين، ولو تكررت مواقف أخرى ليس بالضروري أن يحدث هذا.
فلماذا لم يسيطر إذن في الجنادرية؟ فلقد فعلوا معه الأفاعيل، وأغضبوه حتى تسببوا له في أذمة قلبية حتى مات على أثرها، ثم إن الشيخ وصف الوصفة السحرية التي نفعت وفي الوقت المناسب.
فسال أحد المشايخ: ما الذي يتناسب وهذه الأشخاص الرخامية؟
قال الأستاذ: إن هذه الأشخاص لا تستطيع أن تتغير من داخلها! ولذلك نجد التلميذ الذي ينفع في مدرستنا، هو التلميذ الذي يأتي يبحث عن التغيير الحقيقي، يأت لك ويقول: أنا غير راضي عن نفسي.
أما الأخر
يأتي إليك يقول لك: علمني، زودني بالعلم، - علمني فقه، علمني كذا، علمني كذا.....
فيأخذ هذا العلم ويحوله إلى سياط ينطلق به في الحياة – فلقد حصل على مبتغاة - أصبح راجل عالم، يمتلك من العلم ما لم يحصل عليه أبيه ولا أمه ولا غيرهم من الناس فيدخل عليك دخلة المتكبر.

الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفرله
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد عبدالرحيم
4/4/2012
badeaezaman@yahoo.com