013 -- من تراث الأستاذ
عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا واستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية بعلمه وثقافته، و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
نظرة في الكون تدعوك إلى عظمة الاتصال بالله
قال تعالى ( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ ) (5)
من الممكن أن تدرك طرفا من عظمة هذا الكون واتساعه إذا استطعت أن تتخيل هذه السماوات السبع والمسافات التي تقدر بملايين السنين الضوئية بين كل سماء والتي تليها فإذا أدركت جزء من هذه الحقيقة بقلب يعي فلا شك أن ستدرك عظمة الخالق.
وحينما يتدبر الإنسان في عظمة الخالق من خلال التأمل في السماوات و الإحساس بعظمة الخلق، هذا ما يجعل القلب يخضع.
فإلى من أخضع، ممن أطلب العزة، ممن أطلب الرفق، ممن أطلب الكرامة، إذا كان الله عنده كل هذه القوى المطلقة ثم إنه يحبني وهو ودود ورحيم وبر، وليس بيني وبين أن أكلمه إلا أن أتوضأ وأتجه إلى القبلة ثم أناجيه واقفا بين يديه أترنم بالقرآن،وأسبحه وأحمده !!!
ما هذه العظمة التي أمتلكها، من أعز مني على ظهر هذه الأرض، من أغنى مني على ظهر هذه الأرض، بل وأنا أذِلُ لمن على هذه الأرض، وأخضع لمن على ظهر هذه الأرض، مَن من البشر يستطيع أن يجعل هذا القلب يخضع إليه، ويذل إليه، أنت مسلط عل جسدي ستقتلني فهذا هو الله أمامي سأذهب إليه في التو واللحظة وما أنا على صحبة الإحياء بحريص، بل أنا للقاء ربي أشد حرص.
وهذه هي عظمة الإيمان،العظمة الحقيقية، عظمة الاتصال بالله، فنحن بحاجة إلى الإنسان المسلم الذي يحقق هذا الاتصال في حياته العادية، في بيته وفي بلده وفي عمله، فإن آفة الناس هي عدم تحقيق هذا الاتصال، ودائما ما يبحثون عنها هنا أو هناك في حج أو عمرة، وكأن الله يستمع إليهم، وينظر إليهم هناك فقط .
إن الإحساس بالله والتوكل عليه وطلب العزة والكرامة والرفق منه، من كليات هذا الدين.
هذا بالإضافة إلى أن هذه المشاعر والأحاسيس لن يصل إليها مخلوق بالتقليد أو التبعية، بل يصل إليها المقر بالذنب، المقر بالمعصية، الذي يطلب رحمة الله سبحانه وتعالى.
الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفرله
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد عبدالرحيم
24/3/2012
badeaezaman@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق