002 -- من تراث الأستاذ
عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا وأستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية بعلمه وثقافته،و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ .
متى ييأس المربي من المريد
سألت شيخي و أستاذي ذات مرة سؤال " في مشوار حياتنا معك منذ زمن بعيد لا يوجد لحظة واحدة أحسست أن الملل قد تسلل إلى نفسك من تلميذ لم يتقدم أو مبتدأ جاء إليك طالبا التربية فتبدأ معه بنفس الطريقة وبنفس الحماس الذي بدأت به معنا منذ سنه 1985
ونحن الآن في مجال الدعوة ولنا تلاميذ فلماذا يتسلل اليأس إلينا أحيانا ً وربما يسيطر علينا الإحباط ؟
فأجاب شيخي قائلا :
حينما عملت بالدعوة مكثت عشرون عاما ً أقول كلاما ولايوجد من يفهمه أو يسمعه وإن وجد من يسمع ويـُسر لكلامي لا أراه ينفذ منه شيء مجرد كلام جميل وخطبة جميلة ورجل يقرأ القرآن بطريقة جميلة (وخلاص).
و كنت دائما أشعر أنني لا أجني ثمرة ً أبدا ًوأنني سوف ألقى الله على سر مختزن بداخلي ألا وهو ( عدم التكلف في حياة المؤمن ) وكنت قد نزعت التكلف من حياتي نهائيا ً وأحببت أن أعيش الدين حقيقة ً.
فلما يحيا الإنسان هذا الدين لا يهمه أثمرت أم لم تثمر أنتجت أم لم تنتج !
أنا علاقتي مع جهة واحدة فقط هو ربي سبحانه وتعالى – ثم إنني مذنب و عاصي لم أقم بأي حق من الحقوق الواجبة عليَّ – فإنني انشغل بنفسي أكثر من انشغالي بالآخرين.
بل أحيانا ًأشعر أن الآخرين الذين أقوم بتعليمهم كلهم أفضل مني، و أنا كل ما في الأمر عندي مقدرة على الكلام و التعبير أكثر منهم.
من هنا روضت نفسي منذ زمنٍ على السفر وحدي وتجدني غير حريص على أن يلتف تلاميذي حولي بل إن بعض تلاميذي منهم من يشرق أو يغرب يذهب هنا أو هناك لم أمنعه و أقول له اذهب واستمع وتعلم لست َ بحكر عليَّ ولست َ مقيدٌ بسلسلة طرفها بيدي
خذ من كل مكان ما يفيدك ومن الممكن أن أكون مخطئ في كل شيء علمته لك وربما تتعلم عند غيري أفضل ما تتعلمه عندي.
من هنا لا يسرع إليَّ الناس ولا يتسلل إليَّ الملل والإحباط.
هذا بالإضافة إلى أن أي إنسان مهما بلغت درجة معصيته طالما هو أتى إليَّ وأشعر أنه طالب للهداية أُفسح له الطريق وأوسع له في مجلسي مهما بلغت درجة معصيته.
انتهت الإجابة.
وأشهد الله يا أستاذنا أنك أحسنت إلينا وأحسنت تربيتنا وأحسنت تعليمنا وأعانك الله علي نزع التكلف والكبر من قلوبنا فاللهم أجزه عنا خير الجزاء وأحسن له كما أحسنت إلينا به واجمعنا معه في رياض الجنة كما أحبك وحب من يحبك وحبب إليك كثيرا من خلقك
اللهم آمين
الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفرله
أبوعمار محمد عبدالرحيم
7/3/2012
badeaezaman@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق