يقول الشيخ سيد سابق في كتابه خصائص الشريعة الإسلامية ومميزاتها
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
فإن التشريع الإسلامي ضرورة من ضرورات الحياة إذ لابد من نشر الأمن، والعدل، و المساواة بين الناس، كي، يعيشوا في تراحم، وسلام. والإنسان مهما بلغت مداركه، و تعددت مواهبه، وتسامت غاياته، فإنه محدود الفكر والإدراك، قليل العلم والمعرفة، لا يدري شيئا عما غاب عنه، وهو بهذا عرضة لأن يحب و يكره، يعدل ويظلم، يصيب، ويخطئ، و مثل هذا لا يصلح أن يضع تشريعا يحقق مصالح المجتمع.
لهذا لم يكن للناس بد من تشريع سماوي يربي فيهم قوة العقيدة التي تهيمن على المرء في قوله وعمله ويحيط بكل ما يتعلق بحياتهم في دنياهم و أخراهم، و ويحدد لهم علاقاتهم بخالقهم، و فيما بينهم وبين بعضهم الآخر (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14))
ولهذا جرت سنة الله في خلقه أن يضع لهم الشرائع، ويبعث فيهم رسلا من أنفسهم لهدايتهم وإرشادهم
(لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ)
وكان على كل رسول أن يعلم قومه من الدين ما يلائم أحوالهم وعقولهم، و ومضت على ذلك أزمان أرسل فيها كثير من الرسل لجماعة معينة بشريعة محدده. حتى تهيأ الناس لشريعة عامة تناسبهم جميعا في العقيدة والعبادات. والأخلاق والمعاملات وتصلح لهم في كل زمان ومكان فبعث الله محمد صلى الله عليه وسلم بشريعة كاملة شاملة ،عامة للناس جميعا . (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)
لقد جاءت الشريعة الإسلامية خالدة على الدهر ، باقية على الزمن وافية بحاجات الأمة في نظامها: العبادي والفردي والخلقي والاجتماعي والاقتصادي والجهادي والسياسي ...
كما اشتملت على أسمى ما عرفته البشرية من أحكام ومبادئ كالمساواة والحرية والشورى و العدالة والرحمة والتعاون والتكافل والتسامح وطبقت فسعدت بها الأمة وكانت خير أمة أخرجت للناس ولقد قيض الله لتلك الشريعة منذ نزلت إلى الأرض رجالا صدقوا ما عاهدا الله عليه فدافعوا عنها وجاهدوا في سبيلها ولا زالت طائفة من المؤمنين الصادقين: شيوخا و شبابا يدعون لتطبيق تلك الشريعة ويعطونها أعز ما يملكون من جهد و مال وأنفس (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104))
وبعد فهل يأذن الله لشريعته أن تشرق من جديد أسأل الله أن يحقق ذلك.
والله ولي التوفيق
أبوعمار محمد عبدالرحيم
16/7/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق