وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ
بسم الله الرحمن الرحيم
يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ
الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ
الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)
لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7) إِنَّا
جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ
مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ
سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ
القرآن
حكيم لأنه كلام رب العالمين كلام الحكيم العليم ؛
يأخذك
هذا القرآن بهذه الحكمة إلى طريق الرشد والقرار والاطمئنان
القرآن
حكيم فإنك إذا تحدثت به صدقت وإذا حكمت به عدلت
لوكنت
من المذنبين الذين أحاطت بهم المعصية من كل جانب حتى ملئت عليه أقطار نفسه تجد
الله يقول لك في كتابة
قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى
أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
ولو كنت من المتكالبين على الدنيا المسرعين إليها تجد الله
يقول لك مرشدا إلى السباق الحقيقي
وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ
وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)
ولو كنت من الدعاة الذين يهتمون بأمر الدعوة تجد الله يقول
لك
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ
وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ
هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
(125)
ولو كنت ممن يحكم بين الناس يأمرك أن تحكم بالعدل
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا
الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا
بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا
بَصِيرًا (58)
هذا هو
القرآن الحكيم ؛هذا هو كلام الله الذي يقسم به على أن محمد صلى الله علي وسلم من
المرسلين
إِنَّكَ
لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4)
وهذا الصراط المستقيم اللي بيمشي علية يصل إلى بر السلامة
والنجاة ولا يضل وهذا الصراط فيه بساطة هذا الدين لأنه
تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5)
تنزيل العزيز القوي الرحيم الذي أرسل الرسل رحمة منه وخلق
البشر رحمة منه لكي يرحمهم لا ليعذبهم هذه الهداية رحمة
لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ
آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)
الغفلة تضر بالقلب فوظيفة القلب الذكر والاتصال بالله و
الغفلة تجعل القلب لاهي سارب تائه الغفلة تجعل القلب معطل عن وظيفته
لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى
أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7)
هذه الدعوة البسيط لن تصل إلى قلوبهم فكان جزاءهم الأغلال
في أعناقهم
إِنَّا جَعَلْنَا فِي
أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8)
إنا جعلنا هؤلاء الكفار الذين عُرض عليهم الحق فردُّوه,
وأصرُّوا على الكفر وعدم الإيمان, كمن جُعِل في أعناقهم أغلال, فجمعت أيديهم مع
أعناقهم تحت أذقانهم, فاضطروا إلى رفع رؤوسهم إلى السماء, فهم مغلولون عن كل خير,
لا يبصرون الحق ولا يهتدون إليه.
وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً
وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (9)
وجعلنا من أمام الكافرين سدًّا ومن ورائهم سدًّا, فهم
بمنزلة من سُدَّ طريقه من بين يديه ومن خلفه, فأعمينا أبصارهم; بسبب كفرهم
واستكبارهم, فهم لا يبصرون رشدًا, ولا يهتدون. وكل من قابل دعوة الإسلام بالإعراض
والعناد, فهو حقيق بهذا العقاب.
وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ
أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (10)
يستوي عند هؤلاء الكفار المعاندين تحذيرك لهم -أيها
الرسول- وعدم تحذيرك, فهم لا يصدِّقون ولا يعملون.
إِنَّمَا تُنذِرُ مَنْ اتَّبَعَ
الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ
كَرِيمٍ (11)
إنما ينفع تحذيرك مَن آمن بالقرآن, واتبع ما فيه من أحكام
الله, وخاف الرحمن, حيث لا يراه أحد إلا الله, فبشِّره بمغفرة من الله لذنوبه,
وثواب منه في الآخرة على أعماله الصالحة, وهو دخوله الجنة.
إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى
وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ
مُبِينٍ (12)
إنا نحن نحيي الأموات جميعًا ببعثهم يوم القيامة, ونكتب ما
عملوا من الخير والشر, وآثارهم التي كانوا سببًا فيها في حياتهم وبعد مماتهم من
خير, كالولد الصالح, والعلم النافع, والصدقة الجارية, ومن شر, كالشرك والعصيان,
وكلَّ شيء أحصيناه في كتاب واضح هو أمُّ الكتب, وإليه مرجعها, وهو اللوح المحفوظ.
فعلى العاقل محاسبة نفسه; ليكون قدوة في الخير في حياته وبعد مماته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق